منتديات كربلاء

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات كربلاء

اهلا وسهلا بكم في منتديات كربلاء


    مصيبة الزهراء بأبي وأمي ما أعظمها من مصيبة

    شبير
    شبير


    المساهمات : 328
    تاريخ التسجيل : 20/06/2010

    مصيبة الزهراء بأبي وأمي ما أعظمها من مصيبة Empty مصيبة الزهراء بأبي وأمي ما أعظمها من مصيبة

    مُساهمة  شبير الجمعة يوليو 16, 2010 12:38 pm

    عن الإمام علي عليه السلام قال: بينما أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ التفت إلينا فبكى !فقلت : ما يبكيك يا رسول الله فقال:أبكي مما يصنع بكم بعدي .. فقلت: وما ذاك يا رسول الله ؟قال:أبكي من ضربتك على القرن ،ولطم فاطمة خّدها، وطعن الحسن في الفخذ،والسم الذي يسقى...وقتل الحسين)) آمال الصدوق -البحار :28-الدمعة الساكبة

    فأي ظلم لحق بأهل البيت عليهم السلام ولحبيبة النبي الكريم بعد رحيله إلى الرفيق الأعلى بفترة وجيزة جدا ً فقد آذوها وأغضبوها وضربوها واقتحموا دارها واسقطوا جنينها لا لشيء إلا لمخالفة أمر الرسول الكريم (ص)وإبعاد من أوصى به أن يكون خليفة من بعدة وللسيطرة على مركز القيادة وهذا كله لاغتصاب الخلافة منهم فقد هجم القوم على بيت فاطمة واحرقوا بيتها وكسروا بابها ودخلوا جبرا ولطموا خد ها وكسروا ضلعها وقد نبت المسمار في صدرها واسقطوا جنينها وأخذوا فدكها...نعم حدث ذلك لهذه السيدة العظيمة حبيبة رسول الله (ص)بعد رحيل والدها النبي (ص)من الدنيا.

    فإنا لله وإنا إليه راجعون

    إنّ ما تعرّضت له وحيدة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وحبيبته وأعزّ الناس عليه بعد رحيله إلى رضوان ربه ورحمته ، يعتبر الحلقة الأولى من مسلسل التآمر على عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم المتمثل في اغتصاب حقّهم ـ الذي سطّرته السماء لهم ، باعتبارهم ورثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأوصياءه وولاة الأمر من بعده ـ والاستغناء عنهم في المشورة ، مع شدّة الوطأة عليهم في أمر البيعة ، واهتضام حقوقهم سواءً كانت نحلةً أو إرثاً أو فيئاً أو خمساً ، وسوقهم مع سائر الرعايا بعصا واحدة ، هذا والجرح لمّا يندمل والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لمّا يجفّ تراب رمسه الشريف المطهّر .
    ولم تنته تلك المؤامرة بقتل الحسن والحسين عليهما السلام سيدي شباب أهل الجنة ، وقتل أولادهم وسبي ذراريهم ، وتتبّع شيعتهم ومحبيهم وأتباعهم تحت كل حجر ومدر ، بل لازالت متواصلة الفصول تفعل فعلتها في استهداف الخطّ الرسالي الأصيل وعزله عن أداء دوره في بناء الإنسان والمجتمع .
    ولقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحصول كلّ هذا من بعده فقال : « إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أُمّتي قتلاً وتشريداً » ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّكم المقهورون والمستضعفون من بعدي » ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم لابنته الزهراء عليها السلام وهو في مرض الموت : « إنّ جبرئيل أخبرني أنّه ليس امرأة من نساء المسلمين أعظم رزية منك » .
    فليته يرى بضعته الصديقة الطاهرة وسيدة عترته ، كيف تعرضت لموت بطيء وهي مكلومة الفؤاد قريحة العين منهدّة القوى ، قد أغار أصحابه على منزلها يحشّون الحطب ويذكون النار في بابها ، وهي تبكي وتستغيث : « يا أبتِ يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة » .
    ولم يقف الأمر إلى هذا الحدّ ، بل إنّهم سلبوها نحلتها ومنعوها إرثها وإرث عميد بيتها أمير المؤمنين عليه السلام وارث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه وولي المؤمنين من بعده ، حتى ودّعت الحياة وهي غضبى على أُمّة تكالبت على تراث محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو في المحتضر ، متجاهلة كلّ نصّ ووصية ، متنكرةً لتعاليم السماء ووحيها ووصايا نبيها . وهكذا انقلبت على عقبيها كما يرشدنا إلى ذلك قول الله العظيم : ( وما محمد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً ) .
    ولاريب أنّ موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس موتاً لمبادئه ووصاياه ، فمن ينقلب على تلك المبادىء والوصايا بمجرد موته ، فهو بمثابة من أنكر نبوته وكذّب وحيه .
    ولقد سجّل بعض الصحابة أرقاماً فاقت حدّ التصور في الإحداث والانقلاب بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فكانوا مصاديق لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : « ليردنّ عليّ الحوض رجالٌ ممّن صحبني ورآني ، حتى إذا رفعوا إليّ ورأيتهم اختلجوا دوني ، فلاَقولنّ : ربّ أصحابي ، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، انهم ارتدوا على أعقابهم القهقري » ، وفي لفظ آخر : « فيقال : إنّ هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم » .
    ويؤكد انقلابهم على أعقابهم ما أخرجه الواقدي ومالك من حديثه صلى الله عليه وآله وسلم حين صلّى على شهداء أُحد فقال : « أنا على هؤلاء شهيد » . فقال أبو بكر : ألسنا يا رسول الله بإخوانهم ، أسلمنا كما أسلموا ، وجاهدنا كما جاهدوا؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « بلى ، ولكن لا أدري ما تُحدِثون بعدي » .
    وهكذا كان عميد البيت النبوي وسيدته سيدة نساء العالمين عليهما السلام الضحية الاُولى لاُولئك المُحدِثين والمنقلبين ، لاَنّهما القطب الذي تدور عليه المعارضة والوجه الذي يحاكي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خُلقاً وأخلاقاً ومنطقاً وهدياً ، ويذكّر الاُمّة بسنته وكتاب ربّه ، فضلاً عن أنّ الزهراء عليها السلام تمثل أحد الجناحين اللذين يطير بهما وصي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليه السلام وأحد الركنين اللذين يستند إليهما ، فركن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وركن فاطمة الصديقة الطاهرة عليها السلام .
    عن جابر ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي عليه السلام قبل موته بثلاث : « سلام الله عليك يا أبا الريحانتين ، أوصيك بريحانتي من الدنيا خيراً ، فعن قليل ينهدّ ركناك ، والله خليفتي عليك » .
    قال : فلمّا قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال علي عليه السلام : « هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم » فلمّا ماتت فاطمة عليها السلام قال علي عليه السلام : « هذا الركن الثاني الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم » .
    ومن هنا نجد في الروايات أنّه ما بايع أمير المؤمنين عليه السلام حتى ماتت فاطمة عليها السلام ، وكان له وجه في الناس طيلة حياتها ، روى الزهري عن عائشة ، أنها قالت : كان لعلي عليه السلام من الناس وجه في حياة فاطمة عليها السلام ، فلمّا توفيت فاطمة عليها السلام انصرفت وجوه الناس عنه عند ذلك .
    وقيل للزهري : فلم يبايعه عليّ حتى ماتت فاطمة عليها السلام ؟ قال : ولا أحد من بني هاشم حتى بايعه علي عليه السلام .
    ولقد شاءت الارادة الالهية أن تكون مظلومية الزهراء عليها السلام مصداقاً حيّاً وناطقاً إلى الأبد لذلك الانقلاب الخطير الذي تغشّى الاُمّة بعد وفاة نبيها صلى الله عليه وآله وسلم ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة ، فكلّما قرأت الأجيال المتعاقبة عن المصائب التي جرت على بضعة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وأحبّ الناس إليه بعين الانصاف تتجلّى لها كثير من الحقائق المؤلمة التي تعتصر لها القلوب أسىً وحزناً ، وتفيض لها العيون دماً!!


    قالت عليها السلام وهي تندب أباها صلى الله عليه وآله وسلم :
    قل للمغيب تـحت أطباق الثرى إن كنت تسمع صرختي وندائيا
    صُبّت عـليّ مصـائب لو أنّها صُبّت علـى الأيام صِرن لياليا
    قد كنت ذات حمـىً بظلِّ محمد لا أختشأي ضيماً وكان جماليا
    فـاليـوم أخشـع للذليل وأتقي ضيمي وأدفع ظالمي بـردائيا
    فلأجعلنّ الحزن بعـدك مؤنسي ولأجعلنّ الدمع فيك وشاحيا

    وفي يلي نستخرج من السابق ثلاث صوراً من حياة الزهراء عليها السلام ومواقفها منذ وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى وفاتها سلام الله عليها :

    1- : انقلاب الاُمّة ومنع حقوق الزهراء عليها السلام > اضغط هنا

    2- : مواقف الزهراء عليها السلام بعد أبيها صلى الله عليه وآله وسلم> اضغط هنا

    3-: وفاتها عليها السلام ومدّة بقائها بعد أبيها صلى الله عليه وآله وسلم > اضغط هنا

    فمن هو المسؤول عن ذلك!!!!؟

    نعم هؤلاء الظلمة هم المسؤولين عن ما حدث لبنت النبي (ص)

    لقد قاموا هؤلاءالظلمة بالاعتداء على فاطمة الزهراء سلام الله عليها بعد وفاة والدها مباشرة بالهجوم على دارها وحرق بابها ثم كسر ضلعها وضربها بالسياط مما أدى إلى إسقاط جنينها المحسن ، حيث تقول بعض الروايات:أنهم في اليوم الثالث من وفاة رسول الله كسروا أضلاعها ،ولا زالت بعد أبيها معصبة الرأس باكية العين يغمي عليها بين تارة وأخرى من شدة الحزن والألم على فقده ، كانت تأخذ بيد الحسن والحسين وتقول: حبيبي حسن ولدي حسين أين جدكم؟؟ كانوا يخرجون إلى خارج المدينة يستظلون في ظلال شجرة يبكون على فـراق رسول الله لأن الظلمة والمنافقين إذا بكت على أبيها في بيتها يمنعونها من البكاء ، وقد خرجت مع أبنائها للبكاء على رسول الله (ص)لأن الظلمة منعوها من البكاء على رسول الله في بيتها وقد جاءوا إلى علي (ع) وقالوا له يا علي : أمنع فاطمة من البكاء وقل لها أما أن تبكي ليلاً أو نهارا لا تزعجنا بصوتها ، وعندما سمعت فاطمة قولهم خرجت من المدينة إلى ظل تلك الشجرة وحينما عرفوا أن بنت رسول الله تبكي أباها في ظلال تلك الشجرة حتى أتى الظالمين وقطعوا الشجرة التي تستظل بها سيدتنا الزهراء سلام الله عليها حتى بقت تبكي أباها تحت لهيب وحرارة الشمس ، حتى أتي أمير المؤمنين (ع) خلف البقيع وبنى لها عريشاً يعرف ببيت الأحزان - كانت هناك تأتي وتأخذ شيئاَ من تراب قبر رسول الله تشم تراب أبيها وتنشد تقول:

    إلا يشــم مـدى الزمــان غواليـا
    ماذا على من شم تربة احمد

    لو أنها صبت على الأيام صرنا لياليا
    أبه أبه صبت علي مصائب

    وإذا بالظلمة يعتدون عليها بأبي وأمي فكيف تستطيع إمرآة من تحمل مثل ذلك الضرب والاعتداء وكأن بطنها لاصق بظهرها من شدة التقشف والحزن .

    تقول فضه : أخبرتني سيدتي وقالت: يا فضه أو يا أسماء إذا أوشكت الشمس على الغروب نبهيني فاني أنام لحظات في مضجعي جئت إليها سيدتي أوشك الشمس على الغروب رؤيتها قامت من مكانها واضعتا يداً على خاصرتها متكئتاً بيدها الثانية على الحائط تمشي رويدا رويدا توضأت صاحت ولدي حسن ..حبيبي حسين أبنتي زينب أم كلثوم تعالوا حولوا أنا اصلي لربي ركعات وادعوا ربي أن أمنه على دعائي تقول أسماء بنت عميس : رؤيتها صلت ركعتين ثم رفعت يديها إلى السماء وأبنائها رفعوا أياديهم الصغيرة ،دعت الدعاء تقول أسماء : أنا تصورت تريد أن تدعوا الله أن يشفي ضلعها ولكنها رفعت يديها دعت دعاءً أبكى الأطفال من دعائها فماذا قالت : اللهم عجل وفاتي سريعا .

    تقول أسماء يوما من الأيام رأيت سيدتي ومولاتي تطبخ فقلت لها: سيدتي أنت مكسورة الضلع أنت مريضه اتركيني أن اطبخ الطعام فقالت:يا أسماء سرعان ما أفارق أولادي أريد أن يأكلوا شيئاً من طبخ يدي طبخت الطعام فقالت يا أسماء: أتيني بماء يغسل بها دمائي غسلت دمائها قالت :أنا ادخل الحجرة ثم تعالي ناديني إذا أجبتكي وإلا فعلمي أني قد قضيت نحبي فدخلت فاطمة في الحجرة تقول أسماء :ما مضت لحظات إلا أتيت إليها يا ابنة رسول الله سيدتي قومي لما حركتها والا بها ميتة غريبــــة وحيــده أه أه فممدت عليها ملاءةً بيضاء وجلست في البيت وإذا بالحسن والحسين دخلا وقال أسمــاء ..أسمــاء أين أمنا فاطمة فقلت: حبيبي حسن وولدي حسين تعالى أكلا من الطعام قالت : نظر إلي الحسين قال يا أسماء :متى رأيتني أكل الطعام وحدي متى رأيتني أكل بعيدا عن أمي..فقال: أين أمي فقلت :أمكــم في الحجرة ركض الحسن والحسين لما رأوها نائمة صرخ الحسن وأمـــاه ... تقول أسماء دخلت الحجرة: رأيت الحسن واضعاً خده على خذ الزهراء ولكن رأيت الحسين يمسح خده على كف رجلي أمـه فاطمة ويقول: أماه كلميني أماه أماه كلميني أماه كلميني قبل أن ينصدع قلبي أه أه فقلت لهم: أخبر أباكما فخرج الحسن والحسين نحو المسجد يقول :سلمان جاء الحسن والحسين لما رآهم أمير المؤمنين قال لهم ما الخبر؟قالوا :أبه عظم الله لك الأجر في أمنا فاطمة لما سمع أمير المؤمنين ألقى بعمامته على الأرض .

    = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

    تمرّ علينا بعد أيام ذكرى استشهادها وهي حبيبة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم .. أكرم من حملته النساء وخير من وطئ الحصى والّتي بفقدها تجدّد الحزن في بيت أمير المؤمنين عليه السّلام وهو حزن ما انفكّ مذ مضى نبيّنا صلى الله عليه وآله إلى ربّه

    فاطمة الزهراء هذه هي الّتي يقول لها جبرائيل عليه السّلام يوم القيامة : " يا فاطمة " سلي حاجتك ، فتقول: ياربّ شيعتي ، فيقول عزّ وجلّ : قد غفرت لهم ، فتقول : ياربّ ، شيعة ولدي ، فيقول الله : قد غفرت لهم ، فتقول : ياربّ شيعة شيعتي ، فيقول الله : انطلقي فمن اعتصم بك فهو معك في الجنّة ، فعند ذلك يودّ الخلائق أنّهم كانوا فاطميّين .

    فاسمحي لي مولاتي بنقل بعض الأبيات من احد الشعراء* عزاءً لنفسي ولأمة أبيك صلّى الله عليه وآله

    حزنا فواسيت النّبيّ وحيدرا هلاّ بكيت على البتولة فاطم
    جرّعتها الأيّام كأسا ممقرا لم أنسها من بعد والدها وقد
    عنهم وراء الباب كي تتستّرا هجموا عليها وهي حسرى فانزوت
    أن أخرجوه وهو يندب جعفرا وعلى الوصيّ تجمّعوا حشدا إلى
    موصى لما كانت هناك لتعصرا عصرت بمرآه ولولا أنّه
    خلّوه أو أشكو إلى ربّ الورى فعدت تناديهم ألا

    أين النّبيّ فليت عينه ترى رجعوا إليها وهي تصرخ بينهم
    ضلعي بعصرهم العنيف تكسّرا أبتاه عزّ عليك أن ترنو إلى

    في كتاب روضة الواعظين : أن فاطمة عليها السلام لم تزل بعد وفاة أبيها صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله مهمومة مغمومة محزونة مكروبة كئيبة باكية ثم مرضت مرضا شديدا و مكثت أربعين ليلة في مرضها إلى أن توفيت عليها السلام فلما نعيت إليها نفسها دعت أم أيمن و أسماء بنت عميس و تخلف علي فأحضرته فقالت يا ابن العم إنه قد نعيت إلي نفسي وإنني لا أرى ما بي إلا إنني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة و أنا أوصيك بأشياء في قلبي.قال لها علي عليه‏ السلام أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله فجلس عند رأسها و أخرج من كان في البيت ثم قالت :يا ابن عم ما عهتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني فقال عليه‏ السلام: معاذ الله أنت أعلم بالله و أبر و أتقى و أكرم و أشد خوفا من الله من أن أوبخك بمخالفتي و قد عز علي مفارقتك و فقدك إلا أنه أمر لا بد منه و الله لقد جددت علي مصيبة رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏وآله وعظمت وفاتك و فقدك فإنا لله و إنا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها و آلمها و أمضها و أحزنها هذه و الله مصيبة لا عزاء عنها و رزية لا خلف لها ثم بكيا جميعا ساعة و أخذ علي رأسها و ضمها إلى صدره ثم قال أوصيني بما شئت فإنك تجديني وفيا أمضي كل ما أمرتني به و اختار أمرك على أمري قالت:جزاك الله عني خير الجزاء يا ابن العم ثم أوصته بما أرادت فقام أمير المؤمنين عليه‏ السلام: بجميع ما وصته به فغسلها في قميصها و أعانته على غسلها أسماء بنت عميس . قال ابن عبد البر في الاستيعاب : غسلها علي بن أبي طالب مع أسماء بنت عميس

    وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أسماء بنت عميس قالت غسلت أنا و علي فاطمة بنت رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله »اه« و كان علي هو الذي يباشر غسلها و أسماء تعينه على ذلك و بهذا يرتفع استبعاد بعضهم أن تغسلها أسماء مع علي و هي أجنبية عنه لأنها كانت يومئذ زوجة بكر و في بعض الأخبار أنه أمر الحسن و الحسين عليهما السلام يدخلان الماء و لم يحضرها غيره و غير الحسنين و زينب و أم كلثوم و فضة جاريتها و أسماء بنت عميس

    قال ابن عبد البر في الاستيعاب : فلما توفيت جاءت عائشة تدخل فقالت أسماء لا تدخلي فشكت إلى أبي بكر فقالت:إن هذه الخثعمية تحول بيننا و بين بنت رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و قد جعلت لها مثل هودج العروس فجاء فوقف على الباب فقال يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله أن يدخلن على بنت رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏وآله وجعلت لها مثل هودج قالت:أمرتني أن لا يدخل عليها أحد وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية فأمرتني أن أصنع ذلك لها قال أبو بكر فاصنعي ما أمرتك ثم انصرف»اه« و كفنها علي عليه‏ السلام في سبعة أثواب و حنطها بفاضل حنوط رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله ثم صلى عليها و كبر خمسا و دفنها في جوليل و عفى قبرها و لم يحضردفنها والصلاة عليها إلا علي والحسنان عليهم‏ السلام وعمار والمقداد وعقيل والزبير وأبوذر وسلمان وبريدة ونفر من بني هاشم و خواص علي عليه‏ السلام و اختلف في موضع دفنها فقيل دفنت في بيتها و هو الأصح الذي يقتضيه الاعتبار و قيل دفنت في البقيع و سوى علي عليه‏ السلام حول قبرها قبورا مزورة حتى لا يعرف أحد موضعه

    وروى ابن سعد في الطبقات أنه نزل في حفرة فاطمة العباس وعلي و الفضل .

    وروى عدة روايات بعدة أسانيد أن عليا عليه‏ السلام هو الذي صلى عليها.

    وروى ابن سعد أيضا روايات كثيرة بعدة أسانيد عن الزهري أن عليا عليه‏ السلام دفن فاطمة بنت رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله لو بسنده عن جابر عن الباقر عليه‏ السلام قال: دفنت فاطمة ليلا.

    وروى أيضا عدة روايات عن موسى بن علي عن بعض أصحابه و عن عائشة و عن يحيى بن سعيد أن فاطمة دفنت ليلا بسنده عن علي بن الحسين قال :سألت ابن عباس متى دفنتم فاطمة فقال دفناها بليل بعد هدأة قلت فمن صلى عليها قال علي (وروى)الحاكم بسنده عن عائشة قالت دفنت فاطمة بنت رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله ليلا و لم يشعر بها أبو بكر حتى دفنت و صلى عليها علي بن أبي طالب قال ابن عبد البر في الاستيعاب صلى عليها علي بن أبي طالب و هو الذي غسلها مع أسماء بنت عميس و كانت أشارت عليه أن يدفنها ليلا.

    وأورد السمهودي في وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى عدة روايات دالة على أنها دفنت ليلا

    ومنها ما حكاه عن البيهقي أنه قال و قد ثبت أن أبا بكر لما يعلم بوفاة فاطمة عليها السلام لما ثبت في الصحيح أن عليا دفنها ليلا و لم يعلم أبا بكر

    وعن الطبري في دلائل الإمامة عن محمد بن همام أن عليا عليه‏ السلام دفنها بالروضة و عمى موضع قبرها قال و أصبح البقيع ليلة دفنت و فيه أربعون قبرا جدد.»

    وروي «أن أمير المؤمنين قام بعد دفنها عليها السلام فحول وجهه إلى قبر رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله ثم قال: السلام عليك يا رسول الله عني و عن ابنتك و زائرتك النازلة في جوارك و البائتة في الثرى ببقعتك و المختار الله لها سرعة اللحاق بك قل يا رسول الله عن صف صبري و رق عنها تجلدي إلا أن في التأسي بعظيم فرقتك و فادح مصيبتك موضع تعز فلقد وسدتك في ملحود قبرك و فاضت بين نحري و صدري نفسك بلى و في كتاب الله لي نعم القبول إنا لله و إنا إليه راجعون قد استرجعت الوديعة و أخذت الرهينة و اختلست الزهراء فما أقبح الخضراء و الغبراء يا رسول الله أما حزني فسرمد و أما ليلي فمسهد إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم كمد مقيح و هم مهيج سرعان ما فرق بيننا و إلى الله أشكو و ستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها فاحفها السؤال و استخبرها الحال فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا و ستقول و يحكم الله و هو خير الحاكمين و السلام عليكما سلام مودع لا قال و لا سئم فإن انصرف فلا عن ملالة و إن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين واها واها و الصبر أيمن و أجمل و لو لا غلبة المستولين لجعلت المقام و اللبث لزاما معكوفا و لأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية فبعين الله تدفن ابنتك سرا و تهضم حقها و تمنع إرثها و لم يطل العهد و لم يخلق منك الذكر إلى الله يا رسول الله المشتكى و فيك يا رسول الله أحسن العزاء صلى الله عليك و عليك و عليها السلام و الرضوان، و لما دفنها علي عليه‏ السلام قام على: شفير القبر فأنشأ يقول :و قال الحاكم في المستدرك لما ماتت فاطمة قال علي بن أبي طالب

    لكل اجتماع من خليلين فرقة و كل الذي دون الفراق قليل
    وإن افتقادي فاطما بعد أحمد دليل على أن لا يدوم خل


    ونقل عن الطبري في دلائل الإمامة عن محمد بن همام أن المسلمين لما علموا وفاتها جاءوا إلى البقيع فوجدوا فيه أربعين قبرا فأشكل عليهم موضع قبرها من سائر القبور فضج الناس و لام بعضهم بعضا و قالوا لم يخلف نبيكم فيكم إلا بنتا واحدة تموت و تدفن و لم تحضروا وفاتها و الصلاة عليها و لا تعرفوا قبرها ثم قال ولاة الأمر منهم هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتى نجدها فنصلي عليها و نزور قبرها فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه‏ السلام فخرج مغضبا قد احمرت عيناه و درت أوداجه و عليه قباؤه الأصفر الذي كان يلبسه في كل كريهة و هو تكئ على سيفه ذي الفقار حتى ورد البقيع فسار إلى الناس النذير و قالوا هذا علي بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه يقسم بالله لئن حول من هذه القبور حجر ليضعن السيف على غابر الآخر فتلقاه بعضهم فقال له: ما لك يا أبا الحسن و الله لننبشن قبرها و لنصلين عليها فضرب علي عليه‏ السلام بيده إلى جوامع ثوبه فهزه ثم ضرب به الأرض و قال أما حقي فقد تركته مخافة أن يرتد الناس و أما قبر فاطمة فو الله الذي نفس علي بيده لأن رمت و أصحابك شيئا من ذلك لأسقين الأرض من دمائكم فإن شئت فأعرض فتلقاه آخر فقال يا أبا الحسن بحق رسول الله و بحق من وق العرش إلا خليت عنه فأنا غير فاعلين شيئا تكرهه فخلى عنه و تفرق الناس و لم يعودوا إلى ذلك-

    فإنا لله و إنا إليه راجعون

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:44 am