منتديات كربلاء

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات كربلاء

اهلا وسهلا بكم في منتديات كربلاء


    لماذا خرج الإمام الحسين عليه السلام ليلا

    شبير
    شبير


    المساهمات : 328
    تاريخ التسجيل : 20/06/2010

    لماذا خرج الإمام الحسين عليه السلام ليلا Empty لماذا خرج الإمام الحسين عليه السلام ليلا

    مُساهمة  شبير الخميس يوليو 15, 2010 3:49 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إن مما وصلنا من المصادر التأريخية تؤكد على أن ركب الإمام الحسين عليه السلام خرج من المدينة في جوف الليل وإن إختلفوا في تعيين هذه الليلة التي خرج فيها .

    والسؤال هو لماذا خرج الإمام الحسين عليه السلام من المدينة ليلا ولم ينتظر حتى الفجر .

    إن بعض الروايات التي جاءتنا أشارت الى أن الخروج كان في ساعات الليل المتأخرة , وهذا ولد فكرة عند الغالب أن الغاية من الخروج ليلا هو حتى يكون الخروج سرا خوفا من طلب السلطة الحاكمة آنذاك خصوصا أنه ورد في بعض الروايات أنه عليه السلام قد خرج وهو يقرأ قوله تعالى " فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين "

    ونحن نعلم أن هذه الآية نزلت تحكي عن حال نبي الله موسى عليه السلام لما انذره مؤمن آل فرعون، بأن اشراف قومه ورؤساءهم قد ائتمروا على قتله، وأمره بالخروج من المدينة خرج (عليه السلام ) " خائفا يترقب " أي يطلب ما يكون ويتوقعه، والترقب طلب ما يكون من المعنى على حفظه للعمل عليه، ومثله التوقع وهو طلب ما يقع من الامر متى يكون .

    ففهم الغالب أن هذا السبب من خروج الإمام عليه السلام هو خوفا من السلطات الحاكمة وحتى لا يسفك دمه في المدينة ويقتل غيلة أو تحصل مواجهة مسلحة في المدينة فتهتك حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة .

    خصوصا أن الأمر تكرر في خروجه من مكة المكرمة فكان خروجه منها ليلا وسرا فكان الدافع نفسه والعلة نفسها التي دفعته لفعل ذلك في خروجه من مكة المكرمة ليلا لئلا تهتك حرمة الكعبة الشريفة .

    ولكن هذا الأمر بعيد والدليل وذلك لأمور :

    منها : أنه من الصعب أن يخفي الإمام عليه السلام خروجه من المدينة عن أهل المدينة خصوصا أن الركب الحسيني كان آنذاك كبيرا نسبيا فكان من المتوقع أن يكون خروجه مكشوفا وقد إزداد في مكة المكرمة فكان من المتوقع علم أهل المدينة أو أهل مكة بساعة خروجه عليه السلام فضلا عن علم السلطة الحاكمة آنذاك .

    ومنها : أن والي المدينة وكان الوليد بن عتبة كان متراخيا في الظغط على الإمام الحسين عليه السلام وكان يتمنى أن يخرج الإمام عليه السلام من المدينة حتى لا يبتلى بدمه .

    ومنها : أن الإمام عليه السلام قبل خروجه من مكة قام خطيبا وأعلن في خطبته عن موعد خروجه منها فقال " من كان باذلا فينا مهجته وموطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فأني راحل مصبحا إنشاء الله تعالى .

    فإذا عرفنا هذا فنتساءل لماذا إذن خرج الإمام الحسين عليه السلام من مكة ليلا ؟
    يقول بعض الأخوة أنه خرج ليلا لا نهارا كي لا تتصفح أعين الناس فيهما النساء في الركب الحسيني أو تنظر الأعين عن قرب كيف يركبن المطايا .

    وهو إن كان تعليلا ممكنا لكن يبدوا لي والله العالم أن الإمام الحسين عليه السلام وهو صاحب الخلق الرفيع والإمام المعصوم الذي تخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه خرج ليلا لأمرين :

    الأول : إن الإمام الحسين عليه السلام بخروجه ليلا كان يريد رفع الحرج عن الناس وتخيرهم بين الرحيل معه أو البقاء فبعد أن ألقى عليهم الحجة خرج ليلا لإعطاء الفرصة لمن لا يريد الرحيل معه مخافة أن يتحرج وهو يرى أمامه الإمام الحسين عليه السلام وحرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيندفع مع الركب لا عن قناعة ويقين ولكن الحياء يدفعه للنصرة وهذا ما لا يريده الإمام الحسين عليه السلام .

    بل هو يريد معه من كان موقنا بالله وبإمامه عليه السلام فهذا يخرج معه ليلا أو نهارا ولهذا لما خرج ليلا وأهل المدينة يعلمون بخروجه لم يخرج إلا ركبه الشريف ومن كان موقنا بالإمام عليه السلام وبقضيته .

    ونفس الأمر تكرر في مكة ولهذا أخبرهم الإمام عليه السلام : " من كان باذلا فينا مهجته وموطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فأني راحل مصبحا إنشاء الله تعالى "

    فهذا من خلقه الكريم عليه السلام فأنه أراد تخيير الناس بأن من سيخرج معه ومن سيصحبه يجب أن يكون باذلا مهجته لأهل البيت ومتيقنا من الشهادة , ولعلمه عليه السلام أن الناس ليسوا على هذه الشاكلة وربما يخرج معه البعض حرجا منه وحياءا خرج ليلا , وهذه هي أخلاق الحسين عليه السلام .

    الثاني : أن من كان يريد نصرة الإمام عليه السلام سيكون على أتم الإستعداد للخروج معه فيصحبه ليلا كان أم نهارا ومن يصحبه سينظر الإمام عليه السلام ويخرج معه دون أن يبالي بحال الدنيا والناس فكانت منه عليه السلام مع رفع الحرج عن الناس تمحيص للصابر المجاهد الباذل مهجته لله ولأهل البيت عليهم السلام .

    ومما يؤيد ذلك موقفه عليه السلام في ليلة العاشر من محرم حينما أخبر من معه أنه مقتول فمن أراد أن ينسحب فلينسحب ليلا فقال عليه السلام " فهذا الليل قد أقبل فاتخذوا جملا " .
    وقال ايضا : " وليأخذ كل رجل منكم بيد صاحبه أو رجل من إخوتي وتفرقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم "

    وعلى هذا ممكن أن نفهم أن خروجه ليلا كي لا يحرج الخلق منه وأن يندفعوا حياءا منه ولحكمته في تمحيص المجاهدين الصابرين الذين هجروا بيوتهم ليلا ليرتحلوا معه عن يقين , هذا وإن كان هذا الأمر من الإمور الغيبية التي تخص سيد الشهداء عليه السلام وهو أعلم بها منا .

    والله العالم .

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 3:03 pm