منتديات كربلاء

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات كربلاء

اهلا وسهلا بكم في منتديات كربلاء


    سيدة نساء العالمين تعتني بتربة سيد الشهــــداء

    شبير
    شبير


    المساهمات : 328
    تاريخ التسجيل : 20/06/2010

     سيدة نساء العالمين تعتني بتربة سيد الشهــــداء Empty سيدة نساء العالمين تعتني بتربة سيد الشهــــداء

    مُساهمة  شبير الخميس يوليو 15, 2010 3:25 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
    وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
    ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    .و عنت سيدة النساء (عليها السلام) بتربية وليدها الحسين ، فغمرته بالحنان و العطف ، لتكون له بذلك شخصيته الاستقلالية، و الشعور بذاتياته، كما غذته بالآداب الإسلامية، و عودته على الإستقامة، و الاتجاه المطلق نحو الخير يقول العلائلي، الذي انتهى إلينا من مجموعة أخبار الحسين ، أن أمه عنيت ببث المثل الإسلامية الاعتقادية لتشيع في نفسه فكرة الفضيلة على أتم معانيها ، وأصح أوضاعها، و لا بدع فأن النبي (صلى الله عليه وآله) أشرف على توجيهه أيضاً في هذا الدور الذي يشعر الطفل فيه بالإ ستقلال.
    فالسيدة فاطمة ، أنمت في نفسه فكرة الخير، و الحب المطلق و الواجب و مدّدت في جوانحه و خوالجه أفكار الفضائل العليا ، بأن وجهت المبادئ الأدبية في طبيعته الوليدة ، من أن تكون هي نقطة دائرتها إلى الله الذي هو فكرة ، يشترك فيها الجميع.
    و بذلك يكون الطفل قد رسم بنفسه دائرة محدودة قصيرة حين أدار هذه المبادئ الأدبية على شخص والدته، و قصرها عليها ، و ما تجاوز بها إلى سواها من الكوائ ن، و رسمت له والدته دائرة غير متناهية ، حين جعلت فكرة الله نقطة الإرتكا ز، ثم أدارت المبادئ الأدبية و الفضائل عليها ، فاتسعت نفسه لتشمل ، و تستغرق العالم بعواطفها المهذبة، و تأخذه بالمثل الأعلى للخير و الجمال...(1).
    لقد نشأ الإمام الحسين (عليه السلام) في جو تلك الأسرة العظيمة التي ما عرف التاريخ الإنساني لها نظيراً في إيمانها و هديها، وق د صار (عليه السلام) بحكم نشأته فيها من أفذاذ الفكر الإنساني ، و من أبرز أئمة المسلمين.
    البيئة
    و أجمع المعنيون في البحوث التربوية و النفسية على أن البيئة من أهم العوامل، التي تعتمد عليها التربية في تشكيل شخصية الطفل ، و أكسابه الغرائز و العادات، و هي مسؤولة عن أي انحطاط أو تأخر للقيم التربوية، كما أن استقرارها، و عدم اضطراب الأسرة لهما دخل كبير في استقامة سلوك النشئ و وداعته، و قد بحثت مؤسسة اليونسكو في هيئة الأمم المتحدة عن المؤثرات الخارجة عن الطبيعة في نفس الطفل، و بعد دراسة مستفيضة ، قام بها الإختصاصيون قدموا هذا التقرير: (مما لا شك فيه ، أن البيئة المستقرة سيكولوجياً ، و الأسرة الموحدة ألتي يعيش أعضاؤها في جو من العطف المتبادل ، هي أول أساس يرتكز عليه تكيف الطفل من الناحية العاطفية ، و على هذا الأساس يستند الطفل فيما بعد في تركيز علاقاته الإجتماعية بصورة مرضية، أما إذا شوهت شخصية الطفل بسوء معاملة الوالدين ، فقد يعجز عن الاندماج في المجتمع...)، (2).
    إن استقرار البيئة ، و عدم اضطرابها من أهم الأسباب الوثيقة في تماسك شخصية الطفل و ازدهار حياته، و مناعته من القلق و قد ذهب علماء النفس إلى أن اضطراب البيئة ، و ما تحويه من تعقيدات، و ما تشتمل عليه من أنواع الحرمان كل هذا يجعل الطفل، يشعر بأنه يعيش في عالم متناقض مليء بالغش و الخداع و الخيانة و الحسد ، و أنه مخلوق ضعيف لا حول له، و لا قوة تجاه هذا العالم العنيف(3)... ، وقد عنى الإسلام بصورة ايجابية في شؤون البيئة ، فارصد لا صلاحها ، و تطورها جميع أجهزته و طاقاته، و كان يهدف قبل كل شيء ، أن تسود فيها القيم العليا من الحق و العدل و المساواة، و أن تتلاشى فيها عوامل الانحطاط و التأخر من الجور و الظلم و الغبن، و أن تكون آمنة مستقرة خالية من الفتن و الإضطراب ، حتى تمد الأمة بخيرة الرجال و أكثرهم كفاءة، و انطلاقاً في ميادين البر و الخير و الإصلاح.
    و قد انتجت البيئة الإسلامية العظماء ، و الأفذاذ ، و العباقرة المصلحين ، الذين هم من خيرة ما أنتجته الإنسانية في جميع مراحل تاريخها، كسيدنا الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ، و عمار بن ياسر، و أبي ذر ، و أمثالهم من بناة العدل الإجتماعي في الإسلام.
    لقد نشأ الإمام الحسين (عليه السلام) في جو تلك البيئة الإسلامية الواعية ، التي فجرت النور ، و صنعت حضارة الإنسان، و قادت شعوب الأرض لتحقيق قضاياها المصيرية ، و أبادت القوى التي تعمل على تأخير الإنسان، و انحطاطه تلك البيئة العظيمة ، التي هبت إلى ينابيع العدل تعب منها فتروي ، و تروي الأجيال الظامئة.
    و قد شاهد الإمام الحسين ، و هو في غضون الصبا ما حققته البيئة الإسلامية من الانتصارات الرائعة في إقامة دولة الإسلام، و تركيز أسسها، و أهدافها ، و بث مبادئها الهادفة إلى نشر المودة و الدعة و الأمن بين الناس.


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 3:35 pm